مطوية تعلم كيف تتيمم

2- تعلم كيف تتيمم

1- التيمم لغة: القصد فتقول: " تيممت فلانا ويممته وتأممته وأممته، أي: قصدته ".
وشرعا: القصد إلى الصعيد ( وجه الأرض ) للتطهير لاستباحة ما يبيحه الوضوء والغسل.
2- متى يباح التيمم؟ التيمم بدل عن الوضوء والغسل عند انعدام الماء أو تعذر استعماله قال تعالى:  وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا  المائدة:06 وهنا مسائل:
أ- عند انعدام الماء:
-من انعدم عنده الماء سواء كان في سفر أو في حضر فإن كان في سفر فلا يشترط أن يكون السفر طويلا حتى يشرع للمسافر التيمم لإطلاق السفر في الآية الكريمة.
- ومن كان معه ماء لا يكفي إلا بعض أعضائه فإنه يتيمم ابتداء ولا يجمع بينهما .وهو قول أبي حنيفة ومالك وغيرهما.
- وأما من كان معه ماء إلا أنه يخاف على نفسه أو رفيقه أو دابته العطش إن استعمله فإنه يتيمم ولا يتوضأ قال ابن المنذر: " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المسافر إذا خشي على نفسه العطش ومعه مقدار يتطهر به من الماء أنه يبقي ماءه للشرب ويتيمم " الأوسط (2/28)
ب- عند تعذر استعماله:
- من كان مريضا وخشي على نفسه الهلاك من استعمال الماء فإنه يجوز له أن يتيمم لقوله تعالى: وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا  أي " وإن كنتم مرضى فعجزتم أو خفتم من استعمال الماء أو كنتم على سفر فلم تجدوا ماء فتيمموا " المجموع(2/330)
- من كان مريضا وخشي باستعماله الماء زيادة المرض أو تأخر البرء فإنه أيضا يجوز له التيمم قال ابن حزم" فالحرج والعسر ساقطان -ولله الحمد- ".
- من خشي على نفسه برودة الماء يجوز له أن يتيمم إذا خشي على نفسه الموت أو المرض بسبب الماء البارد لأنه بمنزلة المريض مجموع الفتاوى(2/330- 21/399) ولكنه يتيمم إذا عجز عن تسخين الماء.
3- بماذا يكون التيمم ؟
يكون بالصعيد الطيب وهو وجه الأرض مطلقا سواء الحصباء والجبل والرمل والتراب قال: " جعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره" وفي رواية " وجعلت تربتها لي طهورا " رواه مسلم وابن حبان والبيهقي
وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأنه يجوز التيمم بكل ما كان أصله من الأرض أوالتراب.
4- صفة التيمم :
1- النية: من أراد التيمم فعليه أن ينوي رفع الحدث حتى يباح له كل ما يستباح بالوضوء والغسل وهذا حتى يخرج من الخلاف الدائر بين العلماء في هذه المسألة وهي شرط لصحة العبادة .ثم يسم الله.
2- كيفية التيمم: قال تعالى:  فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه  المائدة :06 فقد طبق النبي صلى الله عليه وسلم الكيفية التي أمره الله بها ولذلك جاءت أحاديث صحيحة تصف لنا كيفية تيمم النبي :
أ- حديث عمار بن ياسر وفيه: فقال النبي  إنما كان يكفيك هكذا وضرب النبي  بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه".رواه البخاري ومسلم
ب- حديث أبي جهيم الأنصاري قال أقبل رسول الله  من نحوي بئر جمل، فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله  حتى أتى على جدار فمسح بوجهه ويديه ثم ردّ عليه السلام " رواه البخاري ومسلم
وعلى هذا فمن أراد التيمم ينوي أولا رفع الحدث ثم يقول: "بسم الله" ثم يضرب على الصعيد بيديه ضربة واحدة ،[أنظر الصورة:01] ثم ينفض يديه إن علق بهما شيئا من تراب[أنظر الصورة:02] ثم يمسح بهما وجهه[أنظر الصورة:03]
وكفيه إلى الكوعين [أنظر الصورة:04] ثم يأتي بالدعاء بعد الانتهاء كما في الوضوء.
4- نواقض التيمم:
بما أن التيمم بدل عن الماء فكل حدث ينقض الوضوء، فإنه ينقض التيمم، أنظر المحلى لابن حزم(2/122)
- وينتقض الوضوء أيضا، بالقدرة على استعمال الماء، أو وجوده إن كان معدومًا.


 فاقد الطهورين 

" إذا لم يجد المسلم الماء أو التراب، أو وجدهما ولكن عجز عن استعمالهما فإنه يُصلي فاقد الطهورين كالمشلول الذي لا يستطيع الوضوء ولا التيمم " والأسير المقيد .
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها: " كانت مع رسول الله  في سفر ففقدت قلادة أسماء لما نزلوا منزلا وليسوا على ماء وليس معهم ماء " وفي رواية مسلم " فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء " قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "الفتح "، " فيه دليل على وجوب الصلاة لفاقد الطهورين، ووجهه أنهم صلوا معتقدين وجوب ذلك، ولو كانت الصلاة حينئذ ممنوعة لأنكر عليهم النبي  ".

 مسائل في التيمم 

- من ضاق عليه الوقت بحيث لو استعمل الماء خرج وقت الصلاة : فإنه يستعمل الماء المأمور باستعماله فإن خرج وقت الصلاة ولم يكن بتقصيره فلا إثم عليه كمن استيقظ من نومه وقد ضاق وقت الصلاة قال ابن تيمية: " وإن كان كذلك فإذا استيقظ قبل طلوع الشمس فلم يمكنه الاغتسال والصلاة إلا بعد طلوعها فقد صلى الصلاة في وقتها ولم يفوتها " مجموع الفتاوى(2/35)
أما إذا كان بسبب تقصيره، و تكاسله فهو الذي سعى إلى هذه النتيجة قال  : " أما إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجئ وقت الصلاة الأخرى فمن فعل ذلك فليصلها حين ينتبه لها " أخرجه مسلم و أبو داود وهو حديث صحيح
- من تيمم بنية رفع الجنابة أجزأه ذلك عن الوضوء للحدث لان التيمم بدل عن استعمال الماء، فيأخذ حكمه، كما أن الراجح عند العلماء أن الغسل يغني عن الوضوء للحدث، فكذلك التيمم.
- ومن نوى بالتيمم رفع الحدث أبيح له كل ما يستباح بالوضوء والغسل من صلاة وصيام وغيرهما .
- من تيمم لصلاة ثم وجد الماء قبل الشروع فيها فقد " أجمع العلماء على أن تيممه باطل لا يجزيه أن يصلي به وأنه عاد بحاله قبل التيمم ." اهـ الاستذكار(3/168)
- من تيمم وصلى ثم حضر الماء وهو في الصلاة فإنه يمضي في صلاته لعدم ثبوت ما يوجب قطع الصلاة بعد الدخول فيها، كما إن الصائم - صيام كفارة - إذا شرع في صومه ثم وجد رقبة، فإنه لا يلغي صومه .والله أعلم
- من صلى بالتيمم ثم حضر الماء وهو في الوقت فليس عليه إعادة الصلاة، ولا دليل يوجب عليه الإعادة فقد روى نافعه عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه تيمم بمر بد النعم، وصلى العصر، ثم دخل المدينة والشمس مرتفعة ، فلم يعد الصلاة " أخرجه الشافعي في الأم، وابن المنذر، والدارقطني بسند صحيح أنظر: الفقه الميسر وأدلته ص 59.




- تعلم كيف تتيمم


قال تعالى: } فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه { المائدة :06
وعن عمار بن ياسر وفيه: فقال النبي e إنما كان يكفيك هكذا وضرب النبي e بكفيه الأرض ونفخ فيهما، ثم مسح بهما وجهه وكفيه".رواه البخاري ومسلم
وعلى هذا فمن أراد التيمم ينوي أولا بقلبه رفع الحدث ثم يقول: "بسم الله" ثم يضرب على الصعيد بيديه ضربة واحدة ،[أنظر الصورة:01] ثم ينفض يديه إن علق بهما شيئا من تراب[أنظر الصورة:02] ثم يمسح بهما وجهه[أنظر الصورة:03]
وكفيه إلى الكوعين [أنظر الصورة:04] ثم يأتي بالدعاء بعد الانتهاء كما في الوضوء.
4- نواقض التيمم:
بما أن التيمم بدل عن الماء فكل حدث ينقض الوضوء، فإنه ينقض التيمم.
وينتقض التيمم أيضا، بالقدرة على استعمال الماء، أو وجوده إن كان معدومًا.




3- تعلم كيف تمسح على الخفين والجوربين والنعلين والعمامة

أولاّ: المسح على الخفين:

والخف: نعل من أدم (جلد) يغطي الكعبين
- شروط المسح على الخفين:
1- أن يلبسهما على طهارة: لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي  ذات ليلة في مسير، فأفرغت عليه من الإداوة، فغسل، وجهه و ذراعيه ومسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: " دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين" فمسح عليهما. أخرجه البخاري ومسلم
2- أن يكون المسح في الحدث الأصغر: لحديث صفوان بن عسَّال رضي الله عنه قال: " كان رسول الله  يأمرنا إذا كنا سفرًا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن، إلاّ من جنابة، ولكن من غائط، وبول، ونوم " رواه أحمد، وغيره وحسنه الألباني. فلا يجوز المسح في الجنابة، ولا فيما يوجب الغسل .
3- أن يكون المسح في الوقت المحدد شرعًا: وهو يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر، لحديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي  " أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يومًا وليلة، إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما " رواه ابن خزيمة وابن حبان
وعن علي رضي الله عنه " أن النبي  جعل ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويومًا وليلة للمقيم " أخرجه مسلم والنسائي
وهذه المدة على الصحيح تبتدئ من أول مسح بعد الحدث، وتنتهي بأربع وعشرين ساعة بالنسبة للمقيم، واثنين وسبعين للمسافر.
4- أن تكون الخفان طاهرتان: فإن كان نجس، فإنه لا يجوز المسح عليهما.
5- أن تكون الخفان مما يحل لبسه : فإن كان مما يحرم لبسه كالحرير لم يجز المسح عليهما.
- ما يبطل به المسح على الخفين :
1- الجنابة: وغيرها مما يوجب الغسل.
2- انقضاء مدة المسح: فمن انقضت مدة مسحه لم يجز له أن يمسح إلا إذا أعاد الوضوء
تنبيه:
من انقضت مدة مسحه ولم يحدث جاز له أن يصلي ما شاء أن يصلي ولا علاقة بانتهاء المدة بانتقاض الوضوء.
3- نزع الخف: فمن نزع خفه ولو قبل انتهاء مدة المسح ثم أعاد الوضوء لم يجز له أن يمسح على الخف.
تنبيه:
من كان يمسح على خفيه، ثم خلعهما، ولم يحدث فليس عليه وضوء ولا غسل لقدميه فقد ثبت عن أبي ظبيان " أنه رأى عليا رضي الله عنه بال قائمًا، ثم دعا بماء، فتوضأ ومسح على نعليه، ثم دخل المسجد فخلع نعليه ثم صلى " البيهقي والطحاوي

ثانيًا: المسح على الجوربين:
الجورب: هو ما يلبسه الإنسان في قدميه سواء كان مصنوعًا من الصوف أو القطن أو الكتان أو نحو ذلك، وهو ما يعرف بـ " الشراب " أو " التقشير "
شاكر


ثالثا: المسح على النعلين:
وقد تقدم حديث المغيرة بن شعبة" أن رسول الله  توضأ ومسح على الجوربين والنعلين " أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه الألباني وحديث أبي ظبيان " أن علي بن أبي طالب توضأ ومسح على نعليه ثم دخل المسجد، فخلع نعليه، ثم صلى ..."البيهقي والطحاوي

رابعا: المسح على العمامة أو(الخمار):
يجوز المسح على العمامة عوض الرأس في الوضوء مطلقا، فقد ثبت عن النبي  في حديث عمرو بن أمية الضمري قال: " رأيت رسول الله  مسح على الخفين والعمامة " رواه البخاري، وعن بلال قال: " رأيت رسول الله  مسح على الخفين والخمار " رواه مسلم

محل المسح وصفته:
المشروع في المسح على الخفين وعلى الجوربين وعلى النعلين، أن يمسح ظاهرها لا باطنها مرة واحدة، فيكفي إمرار اليد على الممسوح بعد بلها بالماء دون الالتفات إلى الجزء الذي لم يمسح عليه.فيمر يده من عند أصابع الرجل إلى الساق فقط. ويكون المسح باليدين جميعًا على الرجلين جميعًا يعني اليد اليمنى تمسح الرجل اليمنى، واليد اليسرى تمسح الرجل اليسرى في نفس اللحظة كما تمسح الأذنان،[أنظر الصورة:02] "لأن هذا هو ظاهر السنة لحديث على بن أبي طالب قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، لقد رأيت رسول الله  يمسح على ظاهر خفيه" أخرجه أبو داود والدارقطني والبيهقي وهو صحيح لقول المغيرة بن شعبة: فمسح عليهما، ولم يقل: بدأ باليمنى، بل قال مسح عليهما.فظاهر السنة هو هذا..." فتاوى المسح على الخفين ابن العثيمين (ص 10)
كما يمكن على حسب قول آخرين أن يمسح الرجل اليمنى واليسرى كلاهما باليد اليمنى.والله أعلم[